فصل: التفسير المأُثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}.
استئناف بياني أيضًا.
وهو استدلال آخر على انفراده تعالى بالإلهية ووحدانيته فيها.
وذلك أنه بعد أن استدلّ عليهم بخلق العوالم العُليا والسفلى وهي مشاهدة لديهم انتقل إلى الاستدلال عليهم بخلق أنفسهم المعلوم لهم.
وأيضًا لما استدلّ على وحدانيته بخلق أعظم الأشياء المعلومة لهم استدلّ عليهم أيضًا بخلق أعجب الأشياء للمتأمّل وهو الإنسان في طَرْفَيْ أطواره من كونه نطفة مهينة إلى كونه عاقلًا فصيحًا مبينًا بمقاصده وعلومه.
وتعريف {الإنسان} للعهد الذهني، وهو تعريف الجنس، أي خلق الجنس المعلوم الذي تَدْعونه بالإنسان.
وقد ذُكر للاعتبار بخلق الإنسان ثلاثة اعتبارات: جنسُه المعلومُ بماهيته وخواصه من الحيوانية والناطقية وحسن القوام، وبقيةُ أحوال كونه، ومبدأ خلقه وهو النطفة التي هي أمهن شيء نشأ منها أشرف نوع، ومنتهى ما شرفه به وهو العقل.
وذلك في جملتين وشبه جملة {خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين}، والخصيم من صيغ المبالغة، أي كثير الخصام، و{مبين} خبر ثانٍ عن ضمير {فإذا هو}، أي فإذا هو متكلم مُفصح عما في ضميره ومُراده بالحقّ أو بالباطل والمنطق بأنواع الحجّة حتى السفسطة.
والمراد: الخصام في إثبات الشركاء، وإبطال الوحدانية، وتكذيب من يَدْعون إلى التوحيد، كما دل عليه قوله تعالى في سورة يس (77، 78): {أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلًا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم} [سورة الحجر: 77 78].
والإتيان بحرف {إذا} المفاجأة استعارةٌ تبعية.
استعير الحرف الدال على معنى المفاجأة لمعنى ترتّب الشيء على غير ما يظن أن يترتبَ عليه.
وهذا معنى لم يُوضع له حرف.
ولا مفاجأةَ بالحقيقة هنا لأن الله لم يفجأه ذلك ولا فَجَأ أحدًا، ولكن المعنى أنّه بحيث لو تدبر النّاظر في خلق الإنسان لترقب منه الاعتراف بوحدانية خالقه وبقدرته على إعادة خلقه، فإذا سمع منه الإشراك والمجادلة في إبطال الوحدانية وفي إنكار البعث كان كمن فجأة ذلك.
ولما كان حرف المفاجأة يدل على حصول الفَجْأة للمتكلم به تعيّن أن تكون المفاجأة استعارة تبعية.
فإقحام حرف المفاجأة جعل الكلام مفهمًا أمرين هما: التعجيب من تطوّر الإنسان من أمهن حالة إلى أبدع حالة وهي حالة الخصومة والإبانة الناشئتين عن التفكير والتعقل، والدلالة على كفرانه النعمة وصرفه ما أنعم به عليه في عصيان المنعِم عليه.
فالجملة في حدّ ذاتها تنويه، وبضميمة حرف المفاجأة أدمجت مع التنويه التعجيب.
ولو قيل: فهو خصيم أو فكان خصيمًا لم يحصل هذا المعنى البليغ.
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)}.
يجوز أن يعطف {الأنعام} عطف المفرد على المفرد عطفًا على {الإنسان} [سورة النحل: 4]، أي خلق الإنسان من نطفة والأنعامَ، وهي أيضًا مخلوقة من نطفة، فيحصل اعتبار بهذا التكوين العجيب لشبهه بتكوين الإنسان، وتكون جملة {خلقها} بمتعلقاتها مستأنفة، فيحصل بذلك الامتنان.
ويجوز أن يكون عطف الجملة على الجملة، فيكون نصب {الأنعام} بفعل مضمر يفسّره المذكور بعده على طريقة الاشتغال.
والتقدير: وخلق الأنعام خلقها.
فيكون الكلام مفيدًا للتأكيد لقصد تقوية الحكم اهتمامًا بما في الأنعام من الفوائد؛ فيكون امتنانًا على المخاطبين، وتعريضًا بهم، فإنهم كفروا نعمة الله بخلقها فجعلوا من نتاجها لشركائهم وجعلوا لله نصيبًا.
وأي كفران أعظم من أن يتقرّب بالمخلوقات إلى غير من خلقها.
وليس في الكلام حصر على كلا التقديرين.
وجملة {لكم فيها دفء} في موضع الحال من الضمير المنصوب في {خلقها} على كلا التقديرين؛ إلا أن الوجه الأول تمام مقابلة لقوله تعالى: {خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين} [سورة النحل: 4]. من حيث حصول الاعتبار ابتداء ثم التعريض بالكفران ثانيًا، بخلاف الوجه الثاني فإن صريحه الامتنان، ويحصل الاعتبار بطريق الكناية من الاهتمام.
والمقصود من الاستدلال هو قوله تعالى: {والأنعام خلقها} وما بعده إدماج للامتنان.
و{الأنعام} الإبل، والبقر، والغنم، والمعز.
وتقدم في سورة الأنعام.
وأشهر الأنعام عند العرب الإبل، ولذلك يغلب أن يطلق لفظ الأنعام عندهم على الإبل.
والخطاب صالح لشمول المشركين، وهم المقصود ابتداء من الاستدلال، وأن يشمل جميع الناس ولاسيما فيما تضمّنه الكلام من الامتنان.
وفيه التفات من طريق الغيبة الذي في قوله تعالى: {عما يشركون} [سورة النحل: 3]. باعتبار بعض المخاطبين.
والدِّفء بكسر الدال اسم لما يتدفّأ به كالمِلْء والحِمْل.
وهو الثياب المنسوجة من أوبار الأنعام وأصوافها وأشعارها تتّخذ منها الخيام والملابس.
فلمّا كانت تلك مادة النسج جعل المنسوج كأنه مظروف في الأنعام.
وخص الدفء بالذكر من بين عموم المنافع للعناية به.
وعطف {منافع} على {دفء} من عطف العام على الخاص لأن أمر الدفء قلّما تستحضره الخواطر.
ثم عطف الأكلُ منها لأنه من ذواتها لا من ثمراتها.
وجملة {ولكم فيها جمال} عطف على جملة {لكم فيها دفء}.
وجملة {ومنها تأكلون} عطف على جملة {لكم فيها دفء}.
وهذا امتنان بنعمة تسخيرها للأكل منها والتغذي، واسترداد القوة لما يحصل من تغذيتها.
وتقديم المجرور في قوله تعالى: {ومنها تأكلون} للاهتمام، لأنهم شديدو الرغبة في أكل اللحوم، وللرعاية على الفاصلة.
والإتيان بالمضارع في {تأكلون} لأن ذلك من الأعمال المتكررة.
والإراحة: فعل الرواح، وهو الرجوع إلى المعاطن، يقال: أراح نعمهُ إذا أعادها بعد السروح.
والسروح: الإسامة، أي الغدُوّ بها إلى المراعي.
يقال: سَرَحها بتخفيف الراء سَرحًا وسُروحًا، وسرّحها بتشديد الراء تسريحًا.
وتقديم الإراحة على التسريح لأن الجمال عند الإراحة أقوى وأبهج، لأنها تقبل حينئذٍ مَلأى البطون حافلة الضروع مَرحة بمسرّة الشبع ومحبّة الرجوع إلى منازلها من معاطن ومرابض.
والإتيان بالمضارع في {تريحون} و{تسرحون} لأن ذلك من الأحوال المتكررة.
وفي تكررها تكرر النعمة بمناظرها. اهـ.

.قال الشعراوي:

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}.
والنطفة التي نجيء منها، وهي الحيوان المَنَويّ الذي يتزاوج مع البويضة الموجودة في رَحم المرأة فتنتج العلقة، وسبحانه القائل: {أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يمنى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فسوى فَجَعَلَ مِنْهُ الزوجين الذكر والأنثى} [القيامة: 36-39].
بل إن القَذْفة الواحدة من الرجل قد يوجد فيها من الأنسال ما يكفي خَلْق الملايين؛ ولا يمكن للعين المُجرَّدة أنْ ترى الحيوان المنويّ الواحد نظرًا لِدقَّته المتناهية.
وهذه الدقَّة المُتناهية لا يمكن أنْ تُرى إلا بالمجاهر المُكَّبرة، ومطمور في هذا الحيوان المنويّ كُل الخصائص التي تتحد مع الخصائص المَطْمورة في بُويْضة المرأة ليتكوَّن الإنسان.
وقد صدق العقاد يرحمه الله حين قال: إن نصف كستبان الخياطة لو مُلِيء بالحيوانات المنوية لَوُلِد منه أنسال تتساوى مع تعداد البشر كلهم.
وقد شاء الحق سبحانه ألا ينفُذَ إلى البويضة إلا الحيوانُ المنويّ القوي؛ لِيُؤكِّد لنا أن لا بقاء إلا للأصلح، فإنْ كان الحيوان المنويّ يحمل الصفات الوراثية لميلاد أنثى جاء المولد أنثى؛ وإنْ كان يحمل الصفات الوراثية لميلاد الذَّكَر جاء المولود ذكرًا.
وأنت ترى مِثْل ذلك في النبات؛ فأوَّل حبَّة قمح كانت مثل آدم كأول إنسان بالطريقة التي نعرفها؛ وفي تلك الحبَّة الأولى أوجد الحق سبحانه مضمون كل حبوب القمح من بعد ذلك، وإلى أنْ تقومَ الساعة، وتلك عظمةُ الحق سبحانه في الخَلْق.
وقد أوضح لنا الحق سبحانه في اكثر من موضع بالقرآن الكريم مراحل خَلْق الإنسان؛ فهو: {مِّن مَّاء مَّهِينٍ} [السجدة: 8].
وهو من نطفة، ومن علقة، ثم مضغة مُخلَّقة وغير مُخلَّقة.
والحيوان المنويّ المُسمَّى نُطْفة هو الذي يحمل خصائص الأنوثة أو الذكورة كما أثبت العلم الحديث، وليس للمرأة شَأْنٌ بهذا التحديد، وكأن في ذلك إشارةً إلى مهمة المرأة كسكَنٍ؛ لأن البُويْضة تتلقَّى الحيوان المنويّ وتحتضنه؛ ليكتمل النمو إلي أنْ يصير كائنًا بشريًا: {فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالقين} [المؤمنون: 14].
وهو الحق سبحانه القائل: {أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يمنى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} [القيامة: 36-38].
والعلقة جاء اسمها من مهمتها، حيث تتعلق بجدار الرَّحمِ كما أثبت العِلْم المعاصر، يقول سبحانه: {فَخَلَقْنَا العلقة مُضْغَةً} [المؤمنون: 14].
والمُضغْة هي الشيء المَمْضُوغ؛ ثم يَصِف سبحانه المضغة بأنها: {مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: 5].
ولقائل أن يتساءل: نحن نفهم أن المُضْغة المُخلَّقة فيها ما يمكن أن يصير عينًا أو ذراعًا؛ ولكن ماذا عن غير المُخلّقة؟
ونقول: إنها رصيد احتياطيّ لصيانة الجسم، فإذا كنتَ أيها المخلوق حين تقوم ببناء بَيْت فأنت تشتري بعضًا من الأشياء الزائدة من الأدوات الصحية على سبيل المثال تحسُّبًا لما قد يطرأ من أحداث تحتاج فيها إلى قطع غيار؛ فما بالنا بالحق الذي خلق الإنسان؟
لقد جعل الله تلك المُضْغة غير المُخلَّقة رصيدًا لصيانة، أو تجديدًا لما قد يطرأ على الإنسان من ظروف؛ وتكون زائدة في الجسم وكأنها مخزنٌ لقطع الغيار.
والمثل هو الجروح التي تصيب الإنسان، ثم يتركها ليعالجها الجسمُ بنفسه، نجدها تلتئم دون أنْ تتركَ نَدْبة أو علامة، ذلك أنه قد تَمَّ علاجها من الصيدلية الداخلية التي أودعها الحق سبحانه في الجسم نفسه.
والمفاجأة هي أن هذا الإنسانَ المخلوق لله: {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} [النحل: 4].
ويتمرَّد على خالقه، بل وينكر بعضٌ من الخَلْق أن هناك إلهًا؛ متجاهلين أنهم بقوة الله فيهم يتجادلون، والخصيم هو الذي يُجادل ويُنكِر الحقائق؛ فإذا حُدِّث بشيء غيبي، يحاول أنْ يدحضَ معقوليته.
ويقول سبحانه في سورة يس: {أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} [يس: 77].
وقد يكون من المقبول أن تكون خَصْمًا لمساويك؛ ولكن من غير المقبول أن تكون خصيمًا لِمَنْ خلقك فسوَّاكَ فَعَدلك، وفي أيِّ صورة ما شاء رَكَّبك.
ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: {والأنعام خَلَقَهَا لَكُمْ}.
والدِّفْءُ هو الحرارة للمبرود، تمامًا مثلما نعطي المحرور برودة، وهذا ما يفعله تكييف الهواء في المنازل الحديثة. نجد الحق سبحانه هنا قد تكلَّم عن الدفء ولم يتكلم عن البرد، ذلك أن المقابل معلوم، وهو في آية أخرى يقول: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر} [النحل: 81].
وهذا ما يحدث عندما نسير في الشمس الحارة؛ فنضع مِظلة فوق رؤوسنا لتقينا حرارة الشمس الزاعقة الشديدة، ونحن في الشتاء نلبس قلنسوة أي: نلفّ شيئًا حول رؤوسنا، وهكذا نعلم أن اللباس يفعل الشيء ومقابله، بشرط أن يختار الإنسانُ اللباسَ المناسب للجوِّ المناسب.
وفي الأنعام منافع كثيرة؛ فنحن نشرب لبنها، ونصنع منه الجُبْن والسمن؛ ونجزّ الصوف لنغزل وننسج منه ملابس صوفية، وتحمل الأثقال، ونستفيد من ذريتها؛ وكذلك نأكل لحومها.
ونحن نعلم أن الأنعام قد جاء تفصيلها في موقع آخر حين قال الحق سبحانه: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الأنعام: 143].
وهي الضَّأن والمَعْز والإبل والبقر.
ونعلم أن الدِّفْءَ يأتي من الصُّوف والوَبَر والشَّعْر، ومَنْ يلاحظ شعر المَعْز يجد كل شَعْرة بمفردها؛ لكن الوبر الذي نجزه من الجمل يكون مُلبدًا؛ وهذا دليل على دِقّة فَتْلته، أما الصوف فكل شعرة منه أنبوبة أسطوانية قَلْبُها فارغ.
ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ}.
وهنا نجد أن الحق سبحانه قد أعطانا الترف أيضًا بجانب الضروريات، فالدِّفْء والمنافع والأكل ضروريات للحياة، أما الجَمال فهو من تَرَف الحياة، والجمال هو ما تراه العين، فيتحقق السرور في النفس، والدِّفْء والمنافع والأكل هي أمور خاصة لِمَنْ يملك الأنعام؛ أما الجمال فمشاع عَامٌّ للناس، فحين ترى حصانًا جميلًا؛ أو البقرة المَزْهُوة بالصحة؛ فأنت ترى نعمة الله التي خلقها لِتسُرّ الناظر إليها.
ونلحظ هذا الجمال في لحظات سروح البهائم ولحظات رواحها، ونقول في الريف سرحت البهائم أي: خرجتْ من الحظائر لترعى وتأكل، ونلحظ أن الحق سبحانه قد قدَّم الرَّواح أي العودة إلى الحظائر عن السُّروح؛ لأن البهائم حين تعود إلى حظائرها بعد أنْ ترعى تكون بطونُها ممتلئةً وضُروعها رابِية حافلة باللبن؛ فيسعد مَنْ يراها حتى قبل أنْ يطعمَ من ألبانها.
ومَنْ يخرج ببهائمه في الصباح من بيته، ويصحبها من زرائبها إلى الحقل، يجد جمالًا مع هيبة ومنعة مع أصوات تحقق للرجل المالك الهيبة، ومَنْ لا يملك يمكن أنْ يشاهد جمال تلك الأنعام. اهـ.

.التفسير المأُثور:

قال السيوطي:
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}.